هناك العديد من أنواع الحبوب منها ما نسمع به كثيراً ونستخدمه بشكل يومي أو شبه يومي كحبوب القمح والشعير وغيرها، ومنها ما قد نسمع عنه لأوّل مرّة إمّا لأن استخدامه محدود أو لأنّه غير متوفّر في مجتمعنا ومن تلك الحبوب الكينوا. حبوب الكينوا من الحبوب الصالحة للأكل وتنمو بشكلٍ رئيسيّ في أمريكا الجنوبيّة، وهذه النبتة لها صلة بأنواع أخرى من النباتات ومنها السبانخ والبنجر، وأوراقها صالحة للأكل أيضاً وهي تُستخدم كنوع من الخضار.
كانت تُستخدم هذه الحبوب في منطقة جبال الأنديز حيث يرجع أصلها منذ زمن قديم، وكانت تعتبر الغذاء الرئيسيّ لشعوب هذه المنطقة لفترة تصل إلى ستّة آلاف عام، وكانوا يُطلقون عليها بلهجتهم المحليّة اسم كيشوا. وتعتبر هذه النبتة من النباتات الناجحة وسهلة الزراعة، وهي تنمو في المناطق الشرقيّة من أمريكا الشماليّة أيضاً.
تُعد الكينوا بشكل عام نباتاً غنيّاً بالعديد من العناصر الغذائيّة والمعادن وغيرها التي يحتاجها جسم الإنسان والكافيّة لإمداده بالطّاقة التي يحتاجها، ومن شدّة تأثيرها، وأهميتها لصحة الإنسان، وفائدتها له، فإنّ الإسبان حينما أتوا ليحتلوا أمريكا حرصوا على أن يمنعوا الهنود الحمر من زراعة هذه النبتة وفرضوا عقوبات شديدة وقاسية على من يخالف ذلك، حيث غنّهم كانوا يعتقدون أنّ هذه النبتة هي السر الذي يُعطى الهنود الحمر القوّة لكي يحاربوهم، وقد أدّى ذلك إلى أن تختفي زراعة حبوب الكينوا من تلك المنطقة لمدّة طويلة جداً إلى أن عادت زراعتها في الثمانينيات. ولُقبت حبوب الكينوا بأم جميع الحبوب، فهي تحتوي على كميّات وافرة من جميع أنواع الأحماض الأمينيّة، وذلك يعني بأنّها قادرة على توفير كميّات ممتازة وكاملة من البروتينات لجسم الإنسان، كما وتُعد هذه الحبوب سهلة الهضم إلى درجة أكبر بكثير من البروتينات التي مصدرها اللحوم وبكميّات أقل بمراحل من الدهنيات.
ويعتبر استخدام حبوب الكينوا الخيار الأمثل للأشخاص النباتيين لأنّه يوفر لهم الكميّات الكافيّة من البروتين من مصدر نباتيّ، كما ويعد الخيار الأفضل لمن يعانون من حساسيّة الجلوتين كون أنّ هذه الحبوب تخلو من الجلوتين، وهي مناسبة جداً لمن يعاني من حساسية اللاكتوز الناتجة عن وجود اللاكتوز في الحليب حيث يتم تحضير حليب الكينوا منها. وعدا عن وجود البروتين فإنّ الكينوا غنيّة بالألياف وبالتالي فإنّها مفيدة جداً لصحة الأمعاء، وهذه الحبوب غنيّة بالمعادن أيضاً فهي تحتوي على الحديد، والفسفور، والمغنيسيوم، ووجود هذه المكوّنات بشكل عام جعل منها سهلة الهضم، وهناك خاصيّة في نبات الكينوا وهو أنّه وهو في حالته الطبيعيّة يُعطي طعماً مرّاً وغير لذيذ، وبالتالي فإنّ ذلك ينفّر الطيور منه ممّا يجعل أمر زراعته يمتاز بالسهولة كونه ليس بحاجة للحماية.