تتنوّع مصادر الطاقة التي يحتاجها جسم الإنسان ليقوم بعمليتي البناء والأيض الضروريتان لنمو جسم الإنسان، وتختلف هذه المصادر بإختلاف كمياتها ومدى حاجة الجسم لها يومياً، ومن هذه المصادر التي تلعب دور كبير في نمو الإنسان الكربوهيدرات التي تتواجد في تراكيب معظم الوجبات الغذائية التي يتناولها الإنسان يومياً، ولما لها من أهمية رئيسية في منظومة الغذاء اليومي، ورغم تفاوت وجهات النظر حول أهميتها إلا أنّها لا غنى عنها، فبعد هضمها، تتحول إلى عناصر بسيطة يسهل إمتصاصها، ونقلها إلى مجرى الدم للتحول إلى طاقة، ومن ثم تنتقل إلى خلابة الجسم كافة، ومن الجدير بالذكر، أن تناول المواد الغذائية التي تحتوي على كربوهيدرات بمعدل يفوق حاجة الجسم يتسبب في تراكمها على صورة جلايكوجين ودهن لحين الحاجة له، مما يؤدي إلى السمنة والتي تعتبر مشكلة كبيرة تواجه الفئات العمرية الكبيرة بالسن.

وعند نقص مستويات الكربوهايدرات في الجسم، فأن مخزون الكبد من الجلايكوجين يعمل لتعويض النقص، وإذا إستنفذت كمية الجلايكوجين المخزونة في الكبد والتي تتراوح بين 80-100 غرام، فأنّ الجسم يلجأ لتكسير البروتين من العضلات وغيرها من أجهزة الجسم لتوفير الجلوكوز للجهاز العصبي المركزي، وبتالي فأن البروتين يعمل كمعوض لنقص الجلوكوز، وهذا صحياً لا يقع في مصلحة الفرد.

وسمّيت الكربوهيدرات بهذا الإسم نظراً لمكوناتها، فهي تحتوي على الكربون متحداً مع الأكسجين الهيدروجين، ويتواجد الأكسجين والهيدروجين في الكربوهايدرات بنفس نسبة وجوده في الماء، وتصنف الكربوهيدرات ضمن عائلة الفحوم الهيدروجينية، تتميز بشكل عام بطعم حلو لذلك تستخدم في الكثير من الأطعمة.

وتعتبر الأطعمة الصحبة مصدر للكربوهيدرات المعقدة، ومنها الأطعمة التي تحتوي على ألياف غذائية وحبوب كاملة، كما يعدّ السكر الطبيعي المتواجد في بعض الأطعمة:

كالفاكهة والخضروات والحليب ومنتجاته مصدراً صحياً، والتي ينبغي ان تكون مصدراً أساسياً لمعظم ما يحصل عليه جسم الإنسان من كربوهيدرات، كما ويعد النشا مصدر آخر للكربوهيدرات المعقدة بالطاقة، وتشكل الحبوب 70% من النشويات كالشوفان والأرز والقمح، وتحتوي البقوليّات على 40% من النشويات كما في الفاصوليا والبازيلاء والذرة، والنشا موجود أيضاً في مختلف أنواع الخبز والحبوب، كما أن الجور والبذور والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة غنية بالألياف أيضا، ويقصد بالحبوب الكاملة أي الحبوب التي لم ينزع منها أي جزء (الحبوب غير المقشورة)، وما يميز الحبوب كونها مصدر للكربوهيدرات إلى جانب أنها مصدر للكثير من الفيتامينات والمعادن :

وتقسم الكربوهيدرات إلى ثلاث أنواع من السكريات: سكريات أحادية والتي تعتبر المصدر الرئيسي للطاقة في جسم الإنسان، وهو موجود بكثرة في الفاكهة والحليب، ويستخدم الغلوكوز من الخلية الحيوانية مباشرة لتحرير الطاقة، وتشمل السكريات الأحادية كل من الجلوكوز والفركتوز و الغالكوز، الماتوز والاينوسيتول، وأما السكريات الثنائية وهي عبارة عن سكر مركب ناتج عن اتحاد نوعين من السكر البسيط ومنها السكروز واللاكتوز، وأما السكريات المعقدة (المركبة) المكونة من اتحاد ثلاث أنواع أو أكثر من السكريات البسيطة، وقد تتحد أكثر من 300-500 وحدة من السكريات البسيطة، وهذا النوع من السكريات لا يذوب في الماء ويقسم إلى سكريات من أصل نباتي كالنشا، وسكريات من أصل حيواني كالنشا الحيواني.