الزنك
الزنك هو أحد العناصر المعدنية الصّغرى الأساسيّة التي يحتاجها الجسم بكمّيات بسيطة، وهو مُتعدّد المهام؛[١] حيث يحتاجه أكثر من 300 إنزيم مختلف كعامل مساعد لأداء عمله.[٢]يوجد الزنك في جميع خلايا الجسم، إلا أنّ العضلات والعظام تحتوي على التركيز الأعلى منه،[١] ولم يكن الزنك معروفاً كعنصر غذائي أساسي لصحة الإنسان قبل دراسة أعراض نقصه الشديد في مصر وإيران في أوائل الستينات،[٢] وسيُعرّف هذا المقال فوائد الزنك ووظائفه في جسم الإنسان.
فائدة ووظائف الزنك لجسم الإنسان
يلعب الزنك دوراً في الكثير من وظائف الجسم، والتي ستُذكر فيما يأتي، وتبرز أهميته في جميع هذه الوظائف وغيرها والتي تتأثر مباشرة بنقصه، وتشمل هذه الوظائف ما ياتي:
- يعتبر الزنك ضروريّاً لعمل الكثير من البروتينات في الجسم، والتي تتضمّن الإنزيمات المعدنيّة (Metalloenzymes) التي تعمل في الكثير من الوظائف الأيضية.[١]
- يعمل الزنك في العديد من التفاعلات التي تدخل في تصنيع أو تحلل نواتج الكربوهيدرات والبروتينات والأحماض النووية.[٢]
- تستعمل خلايا الدماغ الزنك كمؤشر داخلي فيها.[٢]
- يحافظ الزنك على ثبات أغشية الخلايا،[١] حيث إنّه يساهم في الحفاظ على ثُبوتيّة البروتينات والأحماض النووية ومكونات الخلايا،[٢] ويقوي ميكانيكيّاتها الدفاعية ضد هجمات الجذور الحرة.[١]
- يساند الزنك عمل جهاز المناعة.[١]
- يلعب الزنك دوراً أساسيّاً في النمو والتطور.[١]
- يساهم الزنك في عمليات النقل بين الخلايا.[٢]
- يساهم الزنك في عملية التعبير الجيني.[٢]
- يلعب الزنك دوراً في تصنيع الإنسولين وتخزينه وتحريره في البنكرياس، دون أن يكون له دور مباشر في عمل الإنسولين.[١]
- يتفاعل الزنك مع الصفائح الدموية عند تكوين الخثرات.[١]
- يؤثر الزنك على عمل هرمون الغدة الدرقية.[١]
- يلعب الزنك دوراً في تطور القدرات التعليمية والسلوكية.[١]
- يعتبر الزنك ضروريّا ولازماً لإنتاج كلٍّ من الشكل النشط من الفيتامين أ في الأصباغ البصريّة والبروتينات الرابطة للريتينول اللازم لنقل الفيتامين أ.[١]
- للزنك أهمية في حاسة التذوق .[١]
- يلعب الزنك دوراً في شفاء الجروح.[١]
- للزنك دور أساسيّ في صناعة الحيوانات المنويّة وتكوّن الجنين.[١]
- للزنك دور في صحة العظام، حيث إنه يدخل في تركيبها وفي عمل إنزيماتها.[٢]
الاحتياجات اليومية من الزنك
يوضح الجدول الآتي الاحتياجات اليومية من الزنك، بالإضافة إلى الحد الأعلى المسموح بتناوله يوميّا منه حسب الفئة العمريّة:[٢]
الفئة العمريّة | الاحتياجات اليوميّة (ملغم/اليوم) | الحد الأعلى (ملغم/اليوم) |
---|---|---|
الرضع 0-6 أشهر | 2 | 4 |
الرضع 7-12 شهر | 3 | 5 |
الأطفال 1-3 سنوات | 3 | 7 |
الأطفال 4-8 سنوات | 5 | 12 |
9-13 سنة (ذكور+إناث) | 8 | 23 |
ذكور 14-18 | 11 | 34 |
ذكور 19 سنة فأكثر | 11 | 40 |
إناث 14-18 سنة | 9 | 34 |
إناث 19 سنة فأكثر | 8 | 40 |
الحمل أقل من 18 سنة | 13 | 34 |
الحامل 19 سنة فأكثر | 11 | 40 |
المرضع أقل من 18 سنة | 14 | 34 |
المرضع 19 سنة فأكثر | 12 | 40 |
المصادر الغذائية للزنك
إنّ المصادر الغذائيّة الأعلى بمحتواها من الزنك هي الأغذية المحتوية على البروتينات، مثل الأسماك القشرية (وخاصة المحار) واللحوم والدواجن والكبدة، كما وتعتبر البقوليات والحبوب الكاملة مصادر جيدة له إذا ما تم تناولها بكميات كبيرة، مع العلم أن مركبات الفيتات (Phytates) في الحبوب قد تتعارض مع امتصاصه،[١] كما تعتبر حبوب الإفطار الجاهزة المدعمة به، والحليب ومنتجاته، والمكسرات مصادر جيدة له أيضاً،[٢] ويختلف محتوى الخضروات من الزنك حسب محتوى التربة التي زرعت فيها،[١] وبشكل عام فإنّ التناول الكافي من البروتين يرتبط بالتناول الكافي من الزنك،[٢] وسيوضّح الجدول الآتي محتوى بعض الأغذية من الزنك.
محتوى بعض الأغذية المختارة من الزنك
الغذاء | المحتوى من الزنك (ملغم) |
---|---|
المحار الشرقي، 1/2 كوب | 113 |
المحار الياباني، 1/2 كوب | 21 |
لحم العجل المفروم القليل الدهن، 85 جم | 4.6 |
لحم الديك الرومي الغامق، 85 جم | 3.8 |
جبنة الريكوتا المنزوعة الدسم جزئيّاً، 1/2 كوب | 1.7 |
الجوز الأمريكي | 1.6 |
الطحينية، ملعقة طعام | 1.6 |
الفول السوداني المحمص، 1/4 كوب | 1.4 |
لحم السلطعون المعلب، 1/4 كوب | 1.3 |
الأرز البري المطبوخ، 1/2 كوب | 1.1 |
جبنة الإدام، 28 جم | 1.1 |
الحليب، 2% دسم، 1 كوب | 1.0 |
صدر الدجاج المشوي، 1 | 1.0 |
الجوز الإنجليزي، 1/4 كوب | 0.8 |
البيض، 1 | 0.6 |
سمك السلمون المشوي، 28 جم | 0.4 |
[٢]
نقص الزنك
كما ذُكِرَ أعلاه، فإن الوظائف المتعددة للزنك والتي تتأثر بنقصه، تجعل من أعراض نقصه واسعة ومتعددة أيضاً،[١] وقد تم اكتشاف أعراض نقص الزنك الشديد في الأطفال الذكور في مصر وإيران، والذين ظهرت عليهم أعراض قصر القامة وقصور الغدد التناسلية (Hypogonadism) مع فقر دم بسيط، وانخفاض مستويات الزنك في الدم،[٢] وقد حدث ذلك بسبب حاجة الأطفال المرتفعة في مراحل النمو هذه للزنك، وعمل اعتماد سكان هذه المناطق على الخبز غير المُخمّر والبقوليّات، وغيرها من الحبوب الكاملة التي تحتوي على الألياف الغذائية ومركبات الفيتات (Phytates) التي تمنع امتصاص الزنك على ظهور هذه الأعراض، هذا بالإضافة إلى أنّ الحمية الغذائيّة هذه المناطق كانت منخفضة اللحوم، والتي تعتبر أهم وأغنى مصادره الغذائيّة،[١] والتي تمنحه أيضاً بأعلى إتاحة حيوية له.[٢]
يعيق نقص الزنك عمليّتي الهضم والامتصاص، ممّا يسبب الإسهال الذي يزيد بدوره من سوء حالة سوء التغذية، ليس فقط في الزنك ولكن في جميع العناصر الغذائية، كما أن نقصه يضعف من استجابات جهاز المناعة، مما يرفع من خطر الإصابة بالعدوى، والتي من الممكن أن تصيب الجهاز الهضميّ، مما يزيد من حالة سوء التغذية ونقص الزنك سوءاً أكثر، وهكذا تتجه الأحداث من سيئ إلى أسوأ.[١]
تشمل مضاعفات نقص الزنك أيضاً التلف في الجهاز العصبي والدماغ، مما يسبب تأخراً في الأداء الإدراكي، كما أنه يؤثر سلباً على تمثيل فيتامين أ لما له من دور مهم فيه، ولذلك ترافق أعراض نقص الفيتامين أ نقص الزنك، كما ويؤثر نقص الزنك على عمل هرمون الغدة الدرقية ومعدل الأيض في الجسم، ويؤثر أيضاً على حاسة التذوق، مما يمكن أن يؤدي إلى فقدان الشهية، والذي يزيد أيضاً من حالة سوء التغذية، كما يسبب نقص الزنك تباطؤاً في شفاء الجروح .[١]
بالإضافة إلى ما ذكرناه أعلاه، تشمل أعراض نقص الزنك أيضاً تأخر النمو والنضج الجنسي، وتساقط الشعر، وظهور بعض أعراض الجلد والعينين،[١] كما يمكن أن يسبب نقصه خسارة الوزن.[٣] ترتفع فرصة الإصابة بنقص الزنك بين الحوامل والأطفال الصغار وكبار السن والفقراء[١] والرياضيين والنساء بعد سن اليأس اللواتي يتناولن حبوب الكالسيوم.[٢]
التسمم بالزنك
يمكن أن تسبب الجرعات المرتفعة من الزنك، والتي تتراوح بين 50 إلى 450 مليغرام، بعض الأعراض، مثل القيء والإسهال والصداع والإرهاق وغيرها، كما أن الحد الأعلى المسموح بتناوله يوميّا والذي ذكرناه بالتفصيل في الجدول أعلاه قد تم وضعه بناء على تعارض الزنك مع النحاس، والذي يسبب في حيوانات التجارب انحلالاً في عضلة القلب،[١] ويعتبر تناول الجرعات السامة من الزنك عن طريق الفم نادراً وصعباً، إلا أن تناول مكملات الزنك الغذائية يمكن أن يؤثر سلباً على حالة امتصاص النحاس، كما يمكن أن يصيب مرضى غسيل الكلى تسمّمٌ بالزنك بسبب تلوث بعض معدات الغسيل.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م Rolfes S. R., Pinna K. and Whitney E. (2006), Understanding Normal and Clinical Nutrition, The United States of America : Thomson Wadswoth, Page 447-451. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط Mahan L. K. and Escott-Stump S. (2004), Krause's Nutrition and Diet Therapy, The United States of America: Elsevier, Page 135-147. Edited.
- ↑ "Zinc", mayo clinic. Edited.