الزيتون
تعتبر شجرة الزيتون من أفضل الأشجار على الإطلاق؛ وذلك لما فيها من فوائد فكل ما فيها مفيدٌ من زيتها وأوراقها إلى ثمارها ونوى ثمارها، وهي من الأشجار المعمرة والمعروفة منذ القدم، وفوائد هذه الشجرة ليست محصورةً في مجال الصحة فقط، بل هي ممتدةٌ إلى عالم الجمال والتغذية والتدفئة والتداوي وغيرها، وورد ذكرها في كل الديانات وخصوصاً في الإسلام وذلك تأكيداً على أهميتها.
شجرة الزيتون شجرةٌ دائمة الخضرة، تصمد حتى في أصعب الظروف البيئيّة، جذعها صلبٌ وأوراقها خضراء، ولثمارها ألوانٌ وأنواع عدة تبعاً لنوع الشجرة، وتعطي هذه الثمار زيت الزيتون، وهو زيتٌ مفيدٌ قليل السعرات، خالٍ من الكولسترول والدهون الثلاثيّة، وبالتالي فهو صحيٌ جداً، ويختلف لون الزيت باختلاف نوع الثمار، وتكثر شجار الزيتون في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ويستفيد الناس من كل جزءٍ منها حتى نواة الثمرة، وهي النواة الصلبة القاسية والتي يرميها أغلب الناس؛ إلا أن البعض توصل إلى فائدةٍ عظيمةٍ لها وطريقةٍ مبتكرةٍ للاستفادة منها بشكلٍ كبيرٍ، وفيما يلي نتكلم عن هذا الموضوع بالتفصيل.
الاستفادة من نواة ثمرة الزيتون
تعد أخشاب الزيتون وقوداً مهماً ولكنه مرتفع السعر؛ لذلك فإن أغلب الناس يستخدمون أنواعاً أخرى من الأخشاب، ولكن أصحاب معاصر الزيتون توصلوا بالتجربة إلى أنّ نوى الزيتون وأوراقه وقود مهم يمكن الاعتماد عليه، فكانوا يأخذون ما ينتج من عصر الزيتون من نوى وأوراق ويضعونها في المدافئ.
مع تطور التكنولوجيا وصنع الآلات صُنعت آلة في دول أوروبا تعرف بالمكبس؛ وهي آلةٌ تستخدم لضغط نوى الزيتون المعصور وإخراجه كأخشاب، حيث تكون أكوام النوى المطحون على شكل جبالٍ صغيرةٍ تشبه الرمل، فيأخذون كميةً من النوى المطحون ويضعونه في المكبس، ويضغطون عليه ليخرج من الطرف الآخر كقطعةٍ من الخشب.
قبل العمل على المكبس يجب تجميع كميّةٍ كبيرةٍ من النوى؛ وهذا لا يكون طبعاً إلا في موسم قطف الزيتون، حيث يتم قطف الزيتون وجمع ثماره وأخذها إلى المعاصر لاستخراج الزيت الصافي منها، والتخلص من النوى، وهو ما يبحث عنه أصحاب هذه المكابس، التي يملكها بعض أصحاب معاصر الزيتون، أو آخرون يشترونها ويشترون نوى الزيتون من المعاصر بسعرٍ أقل من سعر الزيت، ومن بعد تجميع كميّةٍ كبيرةٍ من النوى المطحون، يحولون النوى إلى أخشاب بواسطة المكبس، ولكن قبل استعمالها يجب تجفيفها تحت الشمس عدة أيامٍ لتصبح صلبةً لا تتفتت، وبهذا تصبح جاهزةً لاستعمالها في المدافئ أو استخدامها كوقودٍ للطبخ والإضاءة وغيرها من الاستعمالات.