فوائد ماء الزهر للأطفال

فوائد ماء الزهر للأطفال

ماء الزّهر

هو ماءٌ مقطّر مستخلص من زهور الأشجار الحمضيّة ذو رائحة عطريةّ فوّاحة منعشة يتم تقطيره من زهور الحمضيات وخاصةً زهر النّارنج أو ما يُطلق عليه أبو صفير، ويستخدم كنوعٍ من أشهر المطيّبات وأكثرها عراقةً وأصالةً في المطبخ الشرقيّ لتطيب الأطعمة والحلويات وبعض العصائر والمشروبات، كما يُستخدم في بعض البلدان العربيّة كنوعٍ من الطّيب فيتم صبّه في قارورةٍ فضيةٍ أو نحاسيةٍ تأخذ شكلاً تراثياً جميلاً لها عنق طويل أشبه بقارورة العطر وينتهي العنق بقمعٍ له عدة ثقوب.


يُقدّم ماء الزهر للضّيوف ليتم رشّ القليل منه على الوجه والعنق واليدين كنوعٍ من الطيّب لما له من أثرٍ في إنعاش الرّوح وتطييب النّفس، كما يتم إعداد قهوة خاصة منه تُقدم في فناجيلٍ صغيرة وتُقدم لتهدئة الأعصاب، وله دور في الناّحية الجمالية فهو رقيقٌ على مسامات البشرة ويستخدم كتونيك خفيفٍ ومنعشٍ وقابضٍ، وله دور من النّاحية الطّبية فهو مهدئ لتشنُّجات المعدة والقولون ويخفّف من النّفخة ويسكّن الصداع ومفيد للأطفال الرّضع؛ فيخفّف من آلام المعدة والتّشنجات لديهم، فضلاً عن تنكيهه لكثيرٍ من الحلويات والأطعمة العربيّة الشّرقية.


أشجار النارنج

تُعتبر أشجار النّارنج من الحمضياّت من رتبة الصّابونيات وتنتمي للفصيلة السّذابية وتُعرف بأسماءٍ عدّة من أشهرها أبو صفير، والبرتقال المرّ، وهي من أجمل عطايا الطّبيعة التي تُشكّل تناقضاتٍ كثيرة مستوحاة من شجرتي الماندرين والبوملي، لتُنتج بعد التّهجين ثماراً جميلةً المنظر ذات زهورٍ عطريةٍ فواحةٍ، ومع مرارة الطّعم واستحالة تذوّقها ألهمت الطّبيعة العقل البشري بإنتاج العصير المحلّى من ثمار النّارنج والمربّى المتميز بطعمٍ ينساب بين الحلاوة والمرارة التي تزيد نكهته لذّة وطعمه رقيّا ًحتى تمّ إنتاج المرملاد الفرنسي الشهير ومربى النّارنج المعروف بالدّول الشّرقية.


فضلاً على ذلك تمّ تجفيف قشورالثمار وإدخالها في كثير من الحلويّات الغربيّة والشّرقية، وكان للزّهور دور مهم فتمّ تقطيرها لإنتاج ماء الزهر العطريّ وزيت زهر النارنج، فكم كانت الطّبيعة كريمة بحدّ ذاتها وملهمة للعقل البشري لإنتاج كل ما هو جميل ومفيد.


طريقة تقطير ماء الزهر

تحتاج عمليّة التقطير إلى خطواتٍ مهمة، وهي عمليّة تتطلب الوقت الكافي لاستخلاص ماء الزّهور، قد تستغرق عدّة ساعاتٍ متواصلة، بدايةً يقوم المزارعون في الأرياف مع حلول الرّبيع بقطف زهور النّارنج الفوّاحة وتعبئتها في سلالٍ منسوجة من القشّ تسمح لنسمات الهواء بإنعاش الزهور من خلال تخللها من بين غرزات القشّ، تقطف بكمياتٍ كبيرةٍ ويتم التجهيز لعملية التّقطير بإحضار قدرين من النّحاس بأحجامٍ ملائمة لسعة زهور النّارنج أو ما يُطلق عليه من قبل الريفيين ( الكركة)، ويتم وضع القدرين على النار حتّى تفتر الماء، ثمّ تضاف الزّهور في الماء ويتمّ غلق القدر وإغلاق الغطاء بالطّين المجبول منعاً لتسرّب بخار الماء إلى الخارج.


حين يبدأ الماء بالغليان يتصاعد البخار العبق برائحة وطعم زهور النّارنج فيلامس سطح القدر فتتكوّن قطراتٍ معطّرة تتمّ تصفيتها، وتخفّف درجة الحرارة حتى يتمّ تجميع أكبر كميةٍ من ماء الزّهر، وقد يحتاج نصف لتر من ماء الزّهر إلى خمس ساعاتٍ متواصلة ليتمّ استخلاص الكميّة وتقطيرها، تُعرف هذه الطريقة بالطريقة اليدويّة المتعارف عليها بالأرياف والقرى.


فوائد ماء الزّهر للأطفال

  • يمنع القيء المستمر لدى الأطفال إذا ما تمّ مزج ملعقة من النّشا مع ملعقتين من ماء الزّهر، وأُعطي للطّفل على فتراتٍ متباعدة.
  • له دورٌ مميز بتهدئة الطّفل وتخليصه من مغص المعدة وتشنُّجاتها، والآلام المصاحبة له.
  • يساعد على تهدئة الطّفل والدّخول في نومٍ عميقٍ ومريح.
  • دهن بشرة الطّفل بلطفٍ وعناية، فقد يخفّف من الاحمرار وتوهج البشرة.
  • يمكن للأم أنّ تضع القليل من قطرات ماء الزّهر الطّبيعي لتعطّر طفلها؛ فهي زهورٌ طبيعية لها رائحةٌ جميلةٌ، ويتم إدخالها في تصنيع كولونيا الأطفال الرّضع.


فوائد ماء الزّهر العامّة

  • يُعتبر ماء الزّهر من المطيّبات المهدّئة ويُخلص من تشنّجات القولون وآلام المعدة وتقلّصاتها، ويُحارب النّفخة والغازات ويُعطي شعوراً بالرّاحة ويُساعد في التُخلص من حرقة المعدة وحموضتها.
  • يساعد على سرعة الهضم وخاصةً بعد الوجبات الدّسمة.
  • تلطيف البشرة، وذلك عن طريق دهن طبقةٍ خفيفةٍ منه؛ حيث يعمل على تخفيف حروق الشّمس، وهو قابض للمسامات كتونيك خفيف، ويحدّ من التهاب البشرة ويخفف من الطفح الجلدي وهو مناسب لجميع أنواع البشرة بما فيها البشرة الحساسة.
  • تنقية البشرة من الشّوائب ويزيل الأتربة العالقة بالمسامات ويمنحها شعوراً طبيعياً بالانتعاش.
  • يخفف من ظهور حب الشّباب ويهدّئ البشرة الملتهبة.
  • ينعّم البشرة ويساعد في إزالة القشور الميتة وتجديدها.
  • يساعد في تخفيف إفراز الدهون من البشرة الدهنية.
  • تفتيح البشرة وتصفيتها وتنقيتها من أيّ شوائبٍ وتوحيد لونها إذا ما تمّ وضعه بارداً ورشّه على شكل رذاذ على البشرة مع تركه ليجف طبيعاً.
  • يدخل في ماسكات الشّعر، فيساعد على تلطيفه ويزيد من طوله وقوته ويعالج الضرر والتّلف.
  • يستخدم كمزيل للمكياج وخاصّةً ما حول العينين، وذلك بوضع القليل منه على قطعة من القطن ليتمّ المسح بها.
  • يستخدم كمعطّر للمنزل ولتعطير ماء الاستحمام؛ حيثُ يساعد على الاسترخاء ويهدّئ من توتر الأعصاب وانفعالاتها.
  • يمكن وضع القليل من قطرات ماء الزّهر في شامبو الاستحمام أو الشّاور جل، لتستمتعي بحمامٍ هادئٍ ومنعش ولا أروع بروائحٍ عطريةٍ طبيعية.
  • معطّر للماء وخاصةً للأشخاص الذين لا يرغبون بشرب الماء بكثرة.
  • مفيد في حالات فقد الوعي والإغماء إذا تمّ رش القليل منه على الوجه.
  • استخدامه كمضمضة يقوّي اللثة ويقي من الإصابة بالالتهابات ويحمي من البكتيريا ويكسب النفس رائحةً منعشة .
  • وضع كمادات من القطن على العيون المبلّلة بماء الزهر والماء تخفّف من انتفاخ الجفون وأسفل العينين .

الطريقة الصحيحة في استخدام ماء الزهر

  • يُوضع مقدار ملعقةٍ من ماء الزّهر في كوبٍ من الماء ويتم شربه.
  • للبشرة: يوضع مقدار فنجالٍ صغير في كوبين من الماء وتُرش به البشرة صباحا ًومساءً.
  • لتعطير المنزل: يمزج كوب من ماء الزّهر مع كوب من الماء العادي إضافةً إلى ملعقة من زيت زهور النّارنج، وتوضع في بخاخٍ لتعطير أرجاء المنزل.
  • للأطعمة والمشروبات: يسُتخدم مقدار ملعقة طعام للتنّكيه.


الفرق بين ماء الورد وماء الزهر

بما أنّ النوعين قد يتشابهان إلى حدٍ ما، ولكلّ نوعٍ فوائده واستخداماته يبقى هنالك فرق واضح، وهو أنّ ماء الورد هو مستخلص من تقطير بتلات الورد الجوري وهو سائلٌ شفاف ورديّ اللون ذو رائحةٍ منعشةٍ وجميلةٍ وناعمةٍ، له استخداماتٍ طبية وجمالية، ويدخل في كثير من مستحضرات العناية بالبشرة ومستحضرات التّجميل، وفي كثير من وصفات وماسكات العناية بالجمال، وله مفعول أقوى على البشرة من ماء الزّهر؛ حيثُ بات يتمّ تصنيع قارورات خاصة مملوءة بماء الورد وماء الفضّة وبعض الفيتامينات للعناية للبشرة ويتمّ بيعها، بالإضافة إلى أنواع التونيك والكريمات التي يتمّ مزجها بماء الورد، وهو يرافق المشروبات في المطبخ الشرقيّ والعربيّ أكثر من الحلويات كالكركديه والشّربات والتّمر الهندي.


أمّا ماء الزّهر فهو مستخلص من تقطير بتلات زهور البرتقال المر (الناّرنج)، ويتميّز بمرارة طعمه، وهو مرافق لأغلب الحلويّات الشّرقية والعربية وخاصةً التي يكون ضمن محتوياتها اللّوز وعين الجمل والقرفة والقطر، وله دورٌ واضحٌ في تهدئة الأعصاب والمساعدة على الاسترخاء، فكانت فوائده علاجية أكثر من أنّها جماليّة.