سأبدأ هذا المقال باستعراض عام لفيتامين هـ وذلك بذكر فوائده ومضاره وتواجده في الغذاء وغيره، بالنسبة للفرد البالغ، ثم أتطرق بعد ذلك إلى خصوصية فترة الحمل وتأثير هذا الفيتامين فيها.
فيتامين هـ
هو من الفيتامينات الذائبة في الدهون، وهو يعتبر مضاداً للأكسدة، فهو يمنع تأكسد الأحماض الدهنية غير المشبعة في الجسم.
فوائده وأهميته
تكمن الأهمية في كونه مضاداً للتأكسد (يمنع تأكسد الأحماض الدهنية في الخلايا)؛ حيث أنه عندما تتأكسد الأحماض في خلايا الدم الحمراء مثلاً فإن غشاء الخلية يتدمر ويتحلل وبالتالي يؤدي إلى تحلل خلية الدم الحمراء نفسها. ولكن في العادة يتم التركيز في الإعلانات التجارية لمستحضرات البشرة على أهميته في خلايا البشرة وتجددها ونضارتها، وهي أهمية أيضاً تكمن في كونه مضاداً للأكسدة.
مخاطر نقص فيتامين هـ
تكمن الخطورة الأولى في نقصه في تحلل خلايا الدم الحمراء كما ذكرت سابقاً، حيث يصاب الشخص بالأنيميا وأعراض فقر الدم، وكما يؤثر على الخلايا الأخرى في الجسم ومنها الجلد والبشرة. وفي حال استمر النقص لفترات طويلة دون علاج يصل تأثيره إلى خلايا القلب ويضعف عضلة القلب، وإلى شبكية العين وحتى إلى الحبل الشوكي وغيرها.
مخاطر زيادة فيتامين هـ
لكل فيتامين من الفيتامينات في الغذاء اليومي حد أدنى يجب تناوله وحد أعلى لا يجب الزيادة عليه، وهناك أعراض للزيادة كما هناك أعراض للنقص، وفي العصر الحالي حيث يأخذ الكثير من الأشخاص أقراص الفيتامينات والمكملات الغذائية دون سبب واضح (ودون استشارة طبيب) وكذلك دون معرفة الحد الأعلى، قد تظهر أعراض سُمّية لفيتامين هـ على الشخص ومنها أنه يؤثر على تخثر الدم، لذلك يُنصح من يأخذ مُميّع للدم بعدم أخذ كميات كبيرة من فيتامين هـ حتى لا يصاب بنزيف.
تواجد فيتامين هـ في الغذاء
يتواجد فيتامين هـ في الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون (تذكر كما قلت هو من الفيتامينات الذائبة في الدهون) وكما يوجد في البذور وفي المكسرات المختلفة مثل الكاجو، وفي صفار البيض والخضار الورقية الخضراء مثل السبانخ.
أرغب بالتنويه هنا أن حالات النقص و الزيادة لفيتامين هـ نادرة ، فعلى الأغلب يحصل الفرد على ما يحتاجه منه من غذائه اليومي العادي، فهو موجود في غذائنا في نسبه الطبيعية المثالية والمناسبة للبشر بفضل الله.
فيتامين هـ والحمل
والآن فيما يخص الحمل ، هناك تخوّف من خصوصية المرأة الحامل وحساسيتها لفيتامين هـ، فقد أظهرت بعض الدراسات أن زيادته تؤدي لمشاكل في القلب عند الطفل المولود، لذلك لا ينصح أن تأخذ المرأة الحامل على عاتقها اختيار الأقراص والمكملات الغذائية من الصيدلية دون استشارة طبيب. في العادة ما يكتفي الطبيب بإعطاء المرأة الحامل حمض الفوليك وفيتامين د، إلا إذا ظهرت الحاجة إلى مكمّل غذائي آخر.
فيتامين هـ مفيد للمرأة الحامل وهو موجود في الكثير من الغذاء اليومي المتوازن ، ولا خوف من نقصه أو زيادته إلا في حلات نادرة، ويجب أن يشخص الطبيب هذه الحالات بفحص النسب في الدم والجسم.
فيتامين هـ مفيد كذلك للخصوبة (القدرة على الحمل) فهو كما ذكرت سابقاً مضاد للتأكسد، وبالتالي مسؤول عن تجدد الخلايا والحفاظ عليها من التلف والتأكسد، فيحافظ على الصحة العامة للجسم وعلى جهاز المناعة. قد تأخذ المرأة قبل الحمل (باستشارة طبيب) مكملات غذائية تحتوي على فيتامين هـ ولكن أثناء الحمل في العادة لا تعطى سوى حمض الفوليك وفيتامين د.