الريحان
يُعتبر الرّيحان من النّباتات العشبيّة الورقيّة القائمة المُتفرّعة، وهو ينتمي إلى الفصيلة الشفويّة (Lamiaceae)، ويتراوح طوله من 60 إلى 90 سم، وتكون أوراق نبتة الرّيحان خضراء وأحياناً تميل إلى اللون القُرمزيّ الأُرجوانيّ، وتحتوي أوراقه على غُدد زيتيّة على شكل نقاط تعمل على إفراز زيت طيّار ذي رائحة نفاذة. يُعرف الرّيحان بعدّة أسماء في اللّغات المُختلفة؛ باللغة الإنجليزية (Basil) و(Common basil) و(Sweet basil)، بينما يُعرف في اللّغة الهنديّة والبنغاليّة باسم (Babui Tulsi)، أمّا في العربية فهو معروف باسم البدروج، والحَبَق، والرّيحان، وهو نبات أصليّ في بلاد فارس، والسِّند، وتلال بنجاب الهند المُنخفضة. تتمّ زراعة هذا النّبات كنبات زينة ومحصول في باقي أجزاء الهند وبورما والعديد من دُول حوض البحر الأبيض المُتوسط، ويحتوي الرّيحان على العديد من المُركبات الفينوليّة التي تجعل منه نباتاً صحيّاً وعلاجيّاً.[١]
فوائد الريحان
تتّصف نبتة الرّيحان ببعض الصّفات الدوائيّة، مثل القدرة على تحسين التعرُّق، ومُقاومة الغثيان والقيء، ومُقاومة الإسهال، وزيادة الرّغبة الجنسيّة، ومُقاومة البكتيريا والفطريات، كما أنّها مُفيدة في أمراض القلب والدّم، والبُهاق، وتخفيف آلام المفاصل، وإضافة البريق إلى العينين، وتخفيف ألم الأسنان، وتخفيف ألم الأذنين، وفي نزيف الأنف عند استعمالها مع الكافور، وعلاج مفاصل النّقرس، كما أنّ الغرغرة بمنقوع الرّيحان يُخلّص الفم من الرّائحة الكريهة.[١]
ويعمل الرّيحان على علاج الصّداع، والحُمّى، والنّقرس، والكحّة، كما أنّه يعمل كمُعقّم ومُطهّر، وفي علاج التهابات الجلد، وبعض اضطرابات الكِلى، كما يُستعمَل المنقوع الدّافئ للرّيحان مع العسل في علاج مرض الخانوق (Croup)، وتُستعمل أوراق الرّيحان في إثيوبيا في علاج الملاريا.[١]
يوجد بعض المُؤشّرات العلميّة على استعمال الرّيحان في الحالات الآتية، ولكن الدّلائل غير كافية لتأكيد هذه التّأثيرات، وهي بحاجة إلى المزيد من البحث العلمي، وتشمل:
- حب الشّباب: حيث وجدت بعض الدّراسات الأولية أنّ الاستعمال الخارجيّ لمُستحضر دوائيّ يحتوي على الرّيحان والزّيت الطيّار للبرتقال الحلو على البشرة مدّة 8 أسابيع يُمكن أن يُعالج حب الشّباب.[٢]
- النّشاط الذهنيّ: حيث تقترح بعض الدّراسات الأوليّة أنّ استعمال العلاج بالرّوائح (Aromatherapy) باستعمال الزّيوت الطيّارة للرّيحان والنّعنع وذهب الشّمس (Sandy everlasting) لمدّة أسبوع يُحسن من القدرة على الانتباه والنّشاط الذهنيّ والتّركيز في الأشخاص الذين يُعانون من الإرهاق الذهنيّ.
- يُعالج الرّيحان برد الرّأس، وفقدان الشهيّة، وغازات الأمعاء، وتقلُّصات المعدة، واضطرابات الكِلى، والدّيدان الطُفيليّة، والثّآليل، أو عين السّمكة، ولسعات الحشرات والأفاعي، وتنشيط الدّورة الدمويّة،[٢] ووجدت بعض الدّراسات أنّ مُستخلص الرّيحان يُعتبر مُضادَّ أكسدة قويّ، وأنّه يعمل على حماية حمض DNA من الضّرر، وله خواصّ سامّة لبعض أنواع الخلايا السرطانيّة.[٣]
- وجدت بعض الدّراسات التي أُجرِيت على حيوانات التّجارب تأثيرات لمُستخلصات الرّيحان في تسكين الألم، ومُقاومة الالتهابات، ومُضادّ بكتيريّ، ومُضادّ أكسدة، وفي علاج قُرحات المعدة التي يُسبّبها الدّواء، كما وُجِدَ لها تأثيرات مُنشّطة لعضلة القلب، وفي تخفيض سكّر الدّم المُرتفع في السكريّ، وفي خفض كوليسترول الدّم والدّهون الثلاثيّة والكوليسترول السيئ LDL، وفي رفع مناعة الجسم.[١]
- ومن فوائد الرّيحان التغذويّة أنه يُعتبر مصدراً جيداً للفيتامين ج، والحديد، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم.[٢]
الريحان في الطب الشعبي
تُستعمل أوراق الرّيحان في الطّب الشعبيّ كمُنشّط، كما تُستعمل كمُضادّ للدّيدان الطُفيليّة، ويُستعمل شاي الرّيحان السّاخن لعلاج الغثيان، والنّفخة، والزُّحار الأميبيّ (الدّيزنطاريا)، كما يُستعمل زيت الرّيحان لحالات الإرهاق الذهنيّ، والبرد، والتشنُّجات، والتهابات الأنسجة المُخاطيّة في الأنف، كما أنّه يُستعمل كإسعافٍ أوليّ للسعات الدّبور والأفاعي.[١]
نبذة تاريخية عن الريحان
كان الرّيحان يُستعمل كدواء منذ عصر الطّبيب اليوناني ديسقوريدوس، حيث إنّه قام بذكره في أحد أقدم كتب طب الأعشاب (De Materia Medica) كجُرعة مُضادّة لسُمّ لدغة العقرب، في حين كان الأوربيون يعتبرونها عشبة جنائزية ويتشائمون منها، بينما كان الهنود يعتقدون أن دفن ورقة من الرّيحان معهم تخدم كجواز مرورهم إلى الجنة، ومنذ عام 1600 استعمل الإنجليز الرّيحان عند أبوابهم لطرد الحشرات والأرواح الشّريرة.[١]
الأعراض الجانبية ومحاظير الاستعمال
يُعتبر الريحان آمناً عندما يتم تناوله في الحِمية بكميّات عاديّة، كما يُعتبر آمناً عندما يتمّ تناوله كدواء لفترات قصيرة، ولكنّه قد يُسبّب انخفاضاً في سكّر الدّم عند بعض الأشخاص، في حين استعماله أو استعمال زيته بكميّات علاجيّة لفترات طويلة يُعتبر غير آمن، حيث إنّه يحتوي على الإستراجول الذي يُمكن أن يرفع من خطر الإصابة بسرطان الكبد. ويُعتبر أيضاً آمناً عندما يتمّ تناوله بكميّات عاديّة في الحِمية من قِبَل الحوامل والمُرضعات والأطفال، في حين تناوله وتناول زيته بكميّات علاجيّة لا يُعتبر آمناً في هذه الفئات.[٢]
يجب تجنُّب تناول مُستخلصات الرّيحان وزيته في الحالات الآتية:[٢]
- اضطرابات النّزيف والعمليّات الجراحيّة: حيث إنّ مُستخلصات الرّيحان وزيته يعملان على زيادة النّزيف وإبطاء تخثُّر الدّم، ويجب إيقاف تناولها قبل العمليّات الجراحيّة بأسبوعين.
- انخفاض ضغط الدّم: حيث يمكن أن تُخفض مُستخلَصات الرّيحان من ضغط الدّم، وبذلك يُمكن نظريّاً أن تخفض هذه المُستخلصات من ضغط الدّم بمُستوىً كبير في الأشخاص المُصابين بانخفاض ضغط الدّم.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Bilal A. et al, "Phytochemical and Pharmacological Studies on Ocimum basilicum Linn - A Review", International Journal of Current Research and Review, Issue 4, Folder 23, Page 73-83. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Find a Vitamin or Supplement: BASIL", webmd. Edited.
- ↑ AL-Ali K. H. et al., "Cytotoxic activity of methanolic extract of Mentha longifolia and Ocimum basilicum against human breast cancer", Pakistan Journal of Biological Sciences, Issue 16, Folder 23, Page 1744-1750. Edited.