الورد الطائفي
يُعتبر الورد لغةَ تَخاطُب آسرة، تحكي بصمت، وترمز للحب والجمال، كما أنّ لألوان الورد مدلولات عدة، تختلف بحسب المناسبة وطريقة تقديمه وتنسيقه، ولمستخلصاته فوائد جمّة اكتشفها قدماء المصريين والإغريق، سواء كانت علاجية، أو طبية، أو تجميليّة، ما زالت حاضرة في رسوماتهم ومنحوتاتهم حتى بات الورد أحد رموز حضاراتهم، فمن المعروف أنّ كليوباترا كانت تستخدم ماء الورد كمستحضر لتجميلها. ومن المعروف بأنّ للورد أنواع وأشكالاً عديدة، إلاّ أن أبرزها الورد الطائفي الذي يلقّب بملك الورود.
من أشهر أنواع الورد الطائفي الورد الفاتح، والورد القاني، حيث يبدأ موسم قطافه في نهاية شهر آذار وبداية شهر نيسان، ويستمر هذا الموسم لمدة تتراوح ما بين خمسةٍ وثلاثين يوماً وخمسةٍ وأربعين يوما، ويبلغ متوسّط الورد الطائفي المقطوف يوميّاً خلال الموسم حوالي سبعين ألف وردة.
استخدامات الورد الطائفي
عطر الورد الطائفي
يَعتبِر خبراء العطور أنّ العطر المُستخرج من الورد الطائفي هو الأغلى والأكثر فخامة في العالم، وهو عطر الملوك والأمراء بلا منازع، وتعود تسميته لمدينة طائف في المملكة العربية السعوديّة التي تشتهر بزراعته.
يُعتبر عطره محفّزاً للدماغ، فاستنشاقه يؤثّر على المراكز الحسيّة المتحكّمة بالعاطفة، كما يُساعد في زيادة افراز هرمون السعادة، ممّا يُعطي الشّعور بالراحة والاسترخاء، نتيجة لتقليل النشاط العصبي المسؤول عن تراكم الضغوطات النفسيّة والإجهاد والأرق والإرهاق، فيَعمل كشاحن للطاقة وتجديد الحيويّة، لذلك تَعمد الفنادق والمنتجعات السياحيّة الفخمة إلى استخدامه في الحمّامات.
ماء الورد الطائفي
له تأثير مبرّد وملطّف لحبّ الشباب، ولحساسيّة الجلد المتقرّح وتهيّجاته، خصوصاً بعد الحلاقة للرّجال، نظراً لاحتوائه على العديد من الفيتامينات المغذّية للبشرة كمركبات فيتامين أ، وفيتامين ب، وأيضاً فيتامين د.
يمنح الإحساس بالنضارة والحيويّة، حيث يتغلغل بعمق إلى المسام وينظف البشرة من بقايا الأوساخ والماكياج، ممّا يزيد في رونقها وإشراقها. ومن جهة أخرى، يُستخدم كعلاج للهالات السوداء التي توجد تحت العين أو بمحيطها، وذلك بوضع قطعة من القطن مشرّبة بماء الورد المبرّد على العين، وخلال عشر دقائق فقط ستزول آثار تلك الهالات السوداء التي تقلق أغلب السيّدات.
الورد الطائفي كفاتح للشهيّة
الورد الطائفي مرافق لبعض الأطباق الفاخرة، وبسبب رائحته الزكيّة فهو يُستخدم كأحد التوابل التي تُضاف لأطباق اللحم والدجاج في المطاعم الراقية. كما يدخل في صناعة أصناف من المُربّى لنكهته اللذيذة.
يُشرب منقوعه وذلك بإضافة القليل من مائه إلى الشاي وإلى ماء الشرب، فنراه يُحسّن مذاقهما، ناهيك عن خاصيته العلاجيّة في ضبط نسب الكولسترول في الدم، حيث يُحافظ على مستوياته المنخفضة، وهو مفيد لجهاز الإطراح البولي، إذ يُخلّص الجسم من السموم، كونه مدرّاً طبيعيّاً للبول، ومنشّطاً للدورة الدمويّة، ومحفّزاً لكل من الكبد والكلى.