الخل مع الثوم
تُعتبر الطبيعة صيدليّة متكاملة بالعناصر الطبيعيّة التي هي بدائل للأدوية، ولعلّ الثوم من أغنى هذه العناصر بمضادات الأكسدة، فهو مطهّر مثالي ضد الجراثيم والبكتريا، ومعقم له خصائص لا يُستهان بها في علاج العديد من الأمراض، ويعتبر من أقدم النباتات التي استخدمت لمعالجة الأمراض كعقار طبيّ، وذلك بفضل مركباته الزيتية والكبريتية والأحماض الأمينية، كما يحتوي على المعادن والإنزيمات والأملاح. ومن أشهر المواد التي تضاف له لزيادة الفائدة هو الخل، فقد عرف الصينيّون الثوم وفوائده مع الخل، قبل خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وقد عُثر على وصفة صينيّة رائعة النتائج، اعتمدت جدواها الأمم المتحدة، وكذلك عرفها الفراعنة، حيث عُثر في البرديات القديمة لديهم على وصفات لعلاجات بالثوم، وبإضافته للخل الذي فوائده ليست بأقل من فواد الثوم.
فوائد الثوم مع الخل
علاج مرض الثعلبة ومشاكل الشعر
الثعلبة هو عبارة عن مرضٍ يُصيب بصيلات الشعر، حيث يبدأ بتشكّل بؤر دائريّة أو حلزونيّة يختفي منها الشعر، سواء في الرأس أو الحواجب أو الرموش أو الذقن، والشنب عند الرجال، وهو مرض ذو منشأ نفسيّ نتيجة الضغط والتوتّر، ويُصيب الكبار والصغار، وقد يترافق مع بعض الالتهاباتٍ.
يُمكن معالجته بإضافة كأس من الخل مضافاً إلى رأسين من الثوم المفروم فرماً ناعماً، ويوضع هذا المزيج في قارورة محكمة الإغلاق ويحفظ لمدّة خمسة عشر يوماً في الثلاجة، ثم يُصفّى المزيج بعد انقضاء المدّة، وتدلك به المنطقة المُصابة بعد فركها جيّداً بقطعة قماش خشنة كالصوف مثلاً، إلى أن يحمر الموضع، ويدعك بهذا المزيج مدّة ستين يوماً، صباحاً ومساءً، وسُرعان ما سيبدأ الشعر بالنموّ خلال عشرين يوماً. وقد أثبتت التجربة أنّ هذا الإجراء مفيد في حالات تساقط الشعر والفجوات الفارغة في الرأس، وكذلك يُفيد في تكثيف الشعر وتقوية بنية الشعرة كما يقضي على القشرة.
علاج بعض الأمراض بنقيع الثوم والخل
هذا النقيع يقضي على الدهون، وبوضعه كمرهم أو كمادات يُفيد في معالجة الآلام الروماتيزميّة، ومطهر للأمعاء، كما يُستخدم كشرابٍ مُقشّع في حالات نوبات السعال وهجمات الربو، وهو مدرّ للبول، ومنقٍ للدم من الشوائب، كما أنّه ينظّم الضغط في حالات احتشاء عضلة القلب، ويخفف حدّة الإسهال، ومدرّ لدم الدورة الشهريّة، كما أنّه يجلي الصّوت ويقضي على البُحّة، ويخفض نسب الكولسترول السيء في الدم، وكذلك يضبط نسبة السكّر، ويحافظ على تمييع الدم ويمنع تجلّطه.
أثبتت الدراسات أنّ فاعليّة الثوم مع الخلّ في هذا المجال تفوق فعاليّة الأسبرين، خصوصاً للمُصابين ممن تعدّت أعمارهم الخمسين سنة، بالإضافة لكونه فاتحٌ للشهيّة ومنشّطٌ للجسم.
الوصفة الصينية
يتم تقشير حوالي 350 غراماً من الثوم، ويُهرس ويوضع في إناءٍ من الفخّار، ويُضاف له 200 غرام من الخلّ الطبيعيّ، ويغلق بإحكامٍ، ويُركن لعشرة أيامٍ في مكانٍ مظلمٍ وباردٍ، ويوضع تحته وعاءٌ زجاجيٌّ، ويُلفّ بكيسٍ أسودَ، ثم يُصفّى الخليط في قارورةٍ، ويترك بعدها لثلاثة أيّامٍ، ويستعمل بعدها.